- المسيح في الإسلام والمسيحية واليهودية
- مسألة الصلب والرفع إلى السماء
- آل عمران ومكانة الأسرة في القرآن
- زكريا واليصابات: ربط الشخصيات والمعجزات
شخصية المسيح
في بودكاست “جولان” من مايكس، استضاف محمد الشثري الكاتب والباحث في الأديان، الأستاذ سلطان الموسى، للحديث عن شخصية تاريخية جدلية ترتبط بشكل وثيق بتاريخ الأديان الإبراهيمية، وهي شخصية النبي عيسى بن مريم عليه السلام. شهدت هذه الحلقة مناقشة معمقة حول جوانب متعددة من حياة المسيح، وكيفية تناول الأديان الثلاثة الكبرى لهذه الشخصية المحورية.
المسيح في الإسلام والمسيحية واليهودية
تناول النقاش البداية بالحديث عن ميلاد المسيح المعجز، وهو موضوع يثير الكثير من التساؤلات في الأوساط الدينية. يرى المسلمون أن ميلاد المسيح من العذراء مريم هو معجزة إلهية، بينما يتعامل بعض الباحثين مع هذا الحدث من منظور علمي طبيعي، ما يثير النقاش حول مدى توافقه مع القوانين الطبيعية. في الإسلام، يُعتبر عيسى بن مريم عليه السلام نبيًا ورسولًا، وقد ذُكرت قصته بتفاصيلها في القرآن الكريم، وخاصة في سورة آل عمران التي تسرد قصة ولادته بشكل معجز.
أما في المسيحية، فإن ميلاد المسيح من العذراء مريم يمثل ركيزة إيمانية أساسية، حيث يُنظر إليه على أنه ابن الله وأحد الأقانيم الثلاثة في العقيدة الثالوثية. هذا البُعد الإلهي لشخصية المسيح يختلف جذريًا عن النظرة الإسلامية التي تراه بشرًا ونبيًا مرسلًا.
من ناحية أخرى، يتعامل اليهود مع شخصية المسيح بشكل مختلف تمامًا، حيث لا يُعتبر نبيًا ولا يُعترف به كمسيح موعود. الوثائق اليهودية القديمة، مثل “تلي دوت يشوى”، تسرد روايات معارضة لدعوة المسيح وتتناول قصصًا تهاجم شرعيته، مما يعكس الانقسام العميق في فهم هذه الشخصية بين اليهودية والمسيحية.
مسألة الصلب والرفع إلى السماء
أحد المواضيع الشائكة التي تم تناولها في البودكاست هو مسألة صلب المسيح. في المسيحية، يعتبر الصلب حدثًا مركزيًا في العقيدة، حيث يُعتقد أن المسيح صُلب ليكفر عن خطايا البشرية، وأنه قام من الموت في اليوم الثالث. على النقيض من ذلك، يؤكد الإسلام أن المسيح لم يُصلب، بل رُفع إلى السماء بأمر الله، وأن من صُلب كان شخصًا آخر أُلقي عليه شبه المسيح.
هذا التباين الجوهري في الرواية يؤكد على الاختلاف الكبير بين العقيدتين في فهم مصير المسيح. المسيحيون يرون في الصلب فداءً وخلاصًا، بينما يعتبر المسلمون أن الله نجى المسيح من الصلب ورفعه إليه، وسيعود إلى الأرض في آخر الزمان.
علامات المرأة متعددة العلاقات وسلوكها
قصة الغراب والشيخ الحكيم: دروس في السعادة والرضا
آل عمران ومكانة الأسرة في القرآن
تطرق الحديث أيضًا إلى سورة آل عمران، التي تعتبر من أطول سور القرآن، وتتناول بشيء من التفصيل قصة عمران وأسرته. عمران، الذي لم يُذكر اسمه في الأناجيل الرسمية، يُعتبر في الرواية الإسلامية والد مريم وجد المسيح. في المسيحية، يُعرف والد مريم باسم “يواكيم”، وهذا الاسم يأتي من مصادر غير رسمية، مما يعكس اختلافًا آخر في الروايات بين الدينين.
المسيحيون لا يعترفون بعمران كوالد لمريم، ويرون في يواكيم وحنا والدين لمريم التي نذرت حياتها لخدمة الله. هذا الاختلاف في الأسماء والروايات يُظهر التباين في السرد الديني بين القرآن والإنجيل، لكنه لا يقلل من القدسية التي تحيط بهذه الشخصيات في كلا الدينين.
زكريا واليصابات: ربط الشخصيات والمعجزات
ضمن الحلقات المهمة في سرد قصة المسيح تأتي شخصية زكريا وزوجته اليصابات. زكريا، الذي كان من سبط لاوي وخادمًا في المعبد، يُعتبر جزءًا لا يتجزأ من القصة القرآنية. تروي الآيات كيف دعا زكريا ربه أن يمنحه ذرية صالحة رغم شيخوخته وعقم زوجته، واستجاب الله لدعائه فبُشر بابن هو يحيى عليه السلام.
اليصابات، قريبة مريم، تعتبر أيضًا شخصية محورية في هذا السياق. القرآن يشير إلى عقرها، وكيف بُشرت بمعجزة الحمل في سن متقدمة. هذه القصة ترتبط بشكل وثيق بمعجزة ولادة المسيح، مما يعزز مفهوم المعجزات الإلهية التي تتجاوز حدود القوانين الطبيعية.
بيعة العقبة الكبرى: عهد الإيمان والتضحية
القبائل الجرمانية: من برابرة أوروبا إلى حكام العالم
الخلاصة
حلقة بودكاست “جولان” مع الأستاذ سلطان الموسى كانت غنية بالمعلومات والتحليلات حول شخصية المسيح وكيفية تناولها في الأديان الثلاثة. من خلال هذا الحوار، تم تسليط الضوء على الفروقات الكبيرة بين الإسلام والمسيحية واليهودية في فهم هذه الشخصية المحورية، وكذلك كيفية تأثير هذه الفروقات على تاريخ وتطور العقائد الدينية. يبقى المسيح شخصية جدلية، تجمع بين الإيمان والعلم، وتثير النقاشات المستمرة عبر الزمن.