بسام كوسا
أثارت تصريحات الفنان السوري الكبير بسام كوسا حول الفن والوطن اهتماماً واسعاً وجدلاً بين محبيه والجمهور العام. بسام كوسا، الذي يُلقب بـ”الجوكر” لقدرته البارعة على تقمص الشخصيات، يعتبر من الشخصيات البارزة في عالم الفن السوري. قدم أعمالاً درامية لا تُنسى وكتب مقالات نقدية ذات طابع سياسي واجتماعي، معبراً عن مواقفه بوضوح وصراحة.
بسام كوسا والفن الدرامي السوري
في حوار تلفزيوني حديث، تحدث بسام كوسا عن الأعمال الدرامية التي قدمها خلال عام 2024، ومنها “تاج”، “رياض الجوهر”، و”مال القبان”. عند سؤاله عن كيفية تصنيف هذه الأعمال ضمن خارطة الدراما السورية، أوضح كوسا أن كل عمل يتم تنفيذه بجدية ويهتم بجميع تفاصيله الفنية، سواء على مستوى النص أو الأداء أو الديكور، يجب أن يُحترم ويُقدر من قبل الجمهور. وأشار إلى أن العمل الدرامي لا يمكن أن يكون كاملاً، فهناك دائماً إيجابيات وسلبيات، ولكن الأهم هو الاحترام المتبادل بين صُنّاع العمل والمشاهدين.
مفاجأة في فيلم “كابوريا”: كيت بلانشيت كانت كومبارس مع أحمد زكي
صفات جذبت الفنانة جميلة عوض لزوجها المونتير أحمد حافظ
موقفه من الدراما التاريخية والبيئية
وعند مناقشة أعمال البيئة الشامية التي اشتهرت في الدراما السورية، أبدى كوسا رأياً مختلفاً عن الرؤية السائدة، معتبراً أن هذه الأعمال لا تُعد وثائق تاريخية حقيقية، بل هي أقرب إلى “حكايا الجدات” التي تروي علاقات الناس وعاداتهم. وأضاف أن تقديم هذه الأعمال كمرجع تاريخي هو خطأ، وأنها يجب أن تُفهم في إطارها الفلكلوري فقط، دون تحميلها ما لا تحتمل من معانٍ وأبعاد تاريخية. هذه التصريحات تفسر جزئياً سبب انسحابه من مسلسل “باب الحارة”، حيث أكد أنه لعب دورًا في الجزء الأول فقط وأن الشخصية التي قدمها توفيت درامياً، مما جعله يرفض كل العروض لإعادة إحياء هذه الشخصية، رغم المغريات المادية.
النقد الاجتماعي والسياسي
لم تقتصر تصريحات كوسا على الجانب الفني فحسب، بل امتدت لتشمل نقداً حاداً للواقع العربي المعاصر. فقد عبر عن رأيه الصريح في الأعمال الدرامية التاريخية التي يرى أنها تُركز على تمجيد الماضي دون تقديم حلول للمستقبل. وأكد أنه يكره “البكاء على الأطلال”، مشيراً إلى أن الفخر بالماضي ليس عيباً، لكن العيب يكمن في تجاهل مشاكل الحاضر وعدم السعي لإيجاد حلول لها.
رؤية مستقبلية
من الواضح أن بسام كوسا يتبنى رؤية متقدمة تدعو إلى التركيز على الحاضر والمستقبل، بدلاً من الاستغراق في أمجاد الماضي. يرى أن الشعوب التي تعيش حالة من الإحباط تميل إلى التمسك بالماضي، في حين أن صناع التاريخ الحقيقيين كانوا يركزون على الحاضر وما يمكن تحقيقه في المستقبل. وهذه الرؤية، على الرغم من جرأتها، تضعه في موقف مواجهة مع النظرة التقليدية التي تمجد الماضي.
نسرين طافش: رفض الصمت وتوضيح الحقائق
نسرين طافش: رفض الصمت وتوضيح الحقائق
الخلاصة
بسام كوسا، بفنه وصراحته، يقدم نموذجاً للفنان الذي لا يكتفي بالتمثيل فقط، بل يتعدى دوره ليكون ناقداً ومفكراً يساهم في تشكيل الوعي الجمعي. تصريحاته المثيرة للجدل تعكس وعيه العميق بالواقع وتطلعه إلى مستقبل أفضل، مما يجعله واحداً من أكثر الفنانين تأثيراً في المشهد الفني والثقافي السوري.