الدراما التاريخية والواقع السياسي: جمال سليمان في مخيال رمضان

في عالم الدراما التاريخية، نجد كثيراً من النقاش حول كيفية تقديم الأحداث التاريخية بشكل يعكس الواقع ولا يشوهه. الفنان السوري جمال سليمان كان ضيفاً في برنامج “مخيال رمضان” مع عبد الله البندر، حيث تناول العديد من القضايا المتعلقة بالدراما التاريخية، والواقع السياسي، وتجربته الشخصية والفنية.

حيث تكون الحرية يكون الوطن

الدراما التاريخية وتوظيفها في خدمة القضايا المعاصرة

تحدث جمال سليمان عن محاولاته لإنتاج مسلسل عن صلاح الدين الأيوبي، وأشار إلى أن الشركة المنتجة استعانت بكاتب لم ترض نصه المخرج حاتم علي. السبب كان أن الكاتب حاول استحضار التاريخ بطريقة تخدم الواقع الحالي، وهو ما يعتبر سليمان نوعاً من ليّ عنق التاريخ.

أوضح سليمان أن هذه الطريقة في الكتابة تتعارض مع رؤية الدكتور وليد سيف الذي يعتقد بأن الكتابة التاريخية يجب أن تكون صادقة وتستند إلى الحقائق دون تحريف. فإما أن تكتب تاريخاً أو تتناول قضية معاصرة بشكل مباشر دون اللجوء إلى التاريخ وتحويره لخدمة الراهن.

مسيرة سليمان الفنية والشخصية

بدأ جمال سليمان مسيرته الفنية في فرقة القنيطرة، ومن ثم انتقل إلى المعهد العالي للفنون المسرحية في سوريا، حيث تميز كطالب. بعد تخرجه، سافر إلى بريطانيا لاستكمال دراسته، وعاد لاحقاً كأستاذ في نفس المعهد.

أشار سليمان إلى أن مسيرته كانت مليئة بالتحديات منذ صغره، حيث نشأ في عائلة كبيرة وعمل في مهن متعددة منذ سن العاشرة، بدءاً من بيع الحلوى إلى العمل في ورش الحدادة، ثم انتقل للعمل في مجال الطباعة وغيرها من المهن الشاقة.

تأثير البيئة العائلية والسياسية

تربى جمال سليمان في بيئة عائلية متناقضة، حيث كانت والدته من عائلة دمشقية محافظة ترفض الأفكار الاشتراكية، بينما كان والده من القوميين العرب وأحد مؤسسي حزب البعث. هذا التناقض أثر بشكل كبير على توجهاته السياسية والفنية.

أوضح سليمان أن والده شارك في حرب فلسطين عام 1948، ومن هنا جاء تأثيره القوي على سليمان بضرورة البحث عن سبل لتجنب الهزيمة في المستقبل، مما جعله يتبنى أفكار القومية العربية والاشتراكية في بداية حياته.

الانخراط في النشاط الفني والسياسي

مع بداية مراهقته، انخرط سليمان في النشاط السياسي من خلال اتحاد شبيبة الثورة في سوريا، حيث بدأ نشاطه في الرياضة قبل أن يتحول للفن والمسرح في سن الخامسة عشرة. أشار إلى أن التيارات اليسارية كانت لها الغلبة في الوسط الفني آنذاك، مما جعله يتأثر بها بشكل كبير.

الختام

تجربة جمال سليمان تعكس مزيجاً من الصعوبات والتحديات والنجاحات التي شكلت مسيرته الفنية والسياسية. من خلال حديثه في “مخيال رمضان”، قدم لنا سليمان رؤية عميقة حول كيفية تعامل الدراما التاريخية مع الواقع السياسي، وأهمية الصدق في تقديم التاريخ دون تحريف. قصته الشخصية تعد مصدر إلهام للكثيرين، حيث أظهر كيف يمكن للصعوبات أن تكون دافعاً للنجاح والتميز في الحياة.

Exit mobile version