في الحلقة الثالثة من برنامج “حكم وحكمة” على قناة يوتيوب، يتناول الدكتور عمر عبد الكافي موضوعًا شائكًا ومهمًا وهو “الصبر والابتلاء”. يسلط الضوء على معاني الابتلاء وأسبابه وكيفية التعامل معه من منظور ديني وأخلاقي، مستندًا إلى آراء الناس وتجاربهم الحياتية. في هذا المقال، سنستعرض أبرز ما جاء في هذه الحلقة من حكم وحكمة.
يولد الانسان حراً ، و لكنه في كل مكان يجر سلاسل الاستعباد
معنى الابتلاء وأسبابه
يبدأ الدكتور عمر عبد الكافي بتوضيح مفهوم الابتلاء، مشيرًا إلى أنه اختبار من الله ليمتحن صبر وإيمان العبد. يقول الدكتور: “الابتلاء هو رضا من الله”، موضحًا أن الله يبتلي عباده ليرى كيف يتعاملون مع هذه الاختبارات. يستشهد الدكتور بآية من القرآن الكريم: “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ”، لتأكيد أن الابتلاء جزء لا يتجزأ من الحياة الدنيوية وهو وسيلة لاختبار الإيمان.
الابتلاء ليس عقوبة
يشدد الدكتور عمر على أن الابتلاء لا يعني بالضرورة أن الله غاضب أو يعاقب الشخص. يوضح أن الابتلاء قد يصيب المؤمن في أوج إيمانه، وليس شرطًا أن يكون دليلاً على عقوبة أو غضب. يقول الدكتور: “طالما أن الابتلاء ليس في الدين، فاحمد الله”. يشرح أن الابتلاء في الصحة أو المال أو الأهل يمكن تعويضه، ولكن الابتلاء في الدين هو الأخطر.
الصبر كفضيلة مكتسبة
يؤكد الدكتور عمر أن الصبر ليس موهبة فطرية بل يمكن اكتسابه بالتدريب والتعلم. يقول: “الصبر ليس مكسبي، بل موهبي”، موضحًا أن الشخص يمكنه تنمية صفة الصبر من خلال الممارسة والتسليم لأمر الله. يضيف أن الصبر يجعل المؤمن في معية الله، وهو ما يمنحه القوة لتحمل الابتلاءات.
اختلاف مستويات الابتلاء
يوضح الدكتور عمر أن الابتلاء يأتي حسب قوة إيمان الشخص. فالأنبياء، على سبيل المثال، تعرضوا لأشد أنواع الابتلاءات بسبب مكانتهم العالية في الإيمان. يستشهد بقصة سيدنا نوح الذي دعا قومه لمدة 950 سنة دون أن يؤمن به ابنه، وقصة سيدنا يوسف الذي تعرض للعديد من الابتلاءات قبل أن يصل إلى منصب الرفعة. يقول الدكتور: “الابتلاء مفصل كالملابس، كل شخص يبتلى حسب إيمانه وقدرته على التحمل”.
الفرق بين المؤمن والكافر في الابتلاء
يتناول الدكتور الفرق بين المؤمن والكافر في الابتلاء، مشيرًا إلى أن الكافر قد يتنعم بنعم الدنيا ولكن هذا ليس دليلاً على رضا الله عنه. الابتلاء الحقيقي للمؤمن يكون في الحفاظ على دينه وإيمانه. يوضح الدكتور أن الابتلاء في المال أو الصحة يمكن تجاوزه، ولكن الابتلاء في الدين هو الأخطر لأنه يمكن أن يؤدي إلى الانحراف والضلال.
الخلاصة
يختتم الدكتور عمر عبد الكافي الحلقة بتأكيد أهمية حمد الله في كل الأحوال، والصبر على الابتلاءات مهما كانت شدتها. يقول: “المهم أن تحمد الله أن الابتلاء ليس في الدين، فالمؤمن غير مبتلى في دينه، فكل ابتلاء نهيته الصبر والجنة”.
بهذه الحكم والتوجيهات، يقدم الدكتور عمر عبد الكافي نظرة عميقة وشاملة لمفهوم الابتلاء وكيفية التعامل معه، مؤكداً على أهمية الصبر والثبات في مواجهة اختبارات الحياة، وأنها جزء من الرحلة الإيمانية التي يجب أن يعيشها المؤمن بقلب مليء بالرضا والتسليم.