ضيفنا اليوم هو شخصية استثنائية في عالم الفن، قادر على إقناعك بأدائه المتميز في كل دور يقوم به. فهو الذي جسد دور مدمن المخدرات في “عصر الجنون”، وأبدع في تجسيد شخصية مريض التوحد في مسلسل “ما ورق الشمس”. وقدم لنا نجيب الذكي وقليل الحيلة في مسلسل “الفصول الأربعة”، كما لعب دور كبير العائلة المكسور في “أحلام كبيرة”. في البيئة الشامية، تألق بدور نصار ابن عريبي في “ليالي الصالحية”، وأصبح مشكلجي الحارة في “باب الحارة”. هو الذي أضحكنا وأبكانا في “ضب الشناتي”، وجسد العديد من الشخصيات التي حفرت في ذاكرة المشاهدين. هذا هو الجوكر بسام كوسا.
ليس من المنطق أن تتباهى بالحرية و أنت مكبل بقيود المنطق
الألقاب والتواضع
في حديثه، أوضح بسام كوسا أنه لا يحب الألقاب، مشيراً إلى أن الجمهور هو من يطلقها عليه، وليس هو. وعن التواضع، قال كوسا إنه لا يحب هذه الكلمة لأنها غالباً ما تكون فارغة من المعنى الحقيقي. يرى بسام أن الاحترام هو الأساس، احترام الذات واحترام الآخرين، ويعتبر أن كل شخص هو استثنائي في مكانه وموقعه. ويعتقد أن المطلوب هو معرفة قدر الذات وقدر الآخرين.
قلة الظهور الإعلامي
بسام كوسا من الفنانين الذين قلّ ظهورهم في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ما أثار فضول الجمهور حول سبب هذا الابتعاد. يوضح كوسا أنه مر بفترة كان يرفض فيها العديد من اللقاءات لأنه شعر بأنه ليس لديه شيء جديد ليقوله. كما يعترف بأنه يشعر بالخجل مما يجري في الواقع العام، وأنه قد لا يكون الوقت مناسباً للحديث عن الفن والدراما في ظل الأوضاع الحالية.
رفض المقابلات المدفوعة
كوسا يرفض بشدة فكرة المقابلات المدفوعة، مؤكداً أن الحوار يجب أن يكون بدافع النقاش وتبادل الأفكار وليس لجني الأموال. يشير إلى أنه يقدر الدعوات التي تأتي من محطات محترمة ويرحب بها، ولكنه يرفض المشاركة إذا كانت الدعوة مرتبطة بمبالغ مالية.
الشعور بالملكية والانتماء
يؤمن بسام كوسا بأهمية شعور المواطن بملكية المكان والانتماء للوطن. يوضح أن هذا الشعور يعزز السلوك المسؤول تجاه الممتلكات العامة والخاصة، سواء كان ذلك من خلال الحفاظ على نظافة الأماكن العامة أو احترام الممتلكات. ويرى أن هذا الإحساس بالملكية يجب أن يبدأ من الشعور بأن المواطن يمتلك المكان الذي يعيش فيه، مما ينعكس إيجاباً على تصرفاته وسلوكياته.
في ختام الحوار، يعبر بسام كوسا عن رؤيته للمواطنة والشعور بالانتماء، مؤكداً على ضرورة أن يشعر المواطن بأنه جزء لا يتجزأ من بلده، وأن يكون له دور فعال في بناء المجتمع. هذا الشعور بالملكية والانتماء هو ما يجعل الأفراد يعملون من أجل تحسين واقعهم والارتقاء بمجتمعهم.
الخلاصة
يبقى بسام كوسا فناناً من طراز فريد، استطاع أن يترك بصمة لا تُمحى في عالم الدراما السورية. من خلال أدواره المتنوعة وأدائه البارع، نجح في أن يكون جزءاً من ذاكرة المشاهدين وأن يبقى حاضراً بأعماله رغم غيابه عن الساحة الإعلامية. هذا هو بسام كوسا، الفنان الذي يحترم جمهوره ويقدّر قيمة الفن الحقيقي.