حكمة الابتلاء وفلسفة الحياة: دروس من الدكتور محمد راتب النابلسي

تمنيت ألا ينتهي المقطع! لا تتعب نفسك، الخير فيما اختاره الله لك – روائع للدكتور محمد راتب النابلسي

في حديثٍ ملهم للدكتور محمد راتب النابلسي، استعرض فيه بحكمة بالغة فلسفة الحياة وابتلاءاتها، مؤكدًا أن الحياة دار امتحانٍ واختبار. يستعرض الدكتور النابلسي أن كل إنسان يُختبر في جوانب معينة، سواء كانت نعمة أو مصيبة. هنا تكمن الحكمة الإلهية في توزيع الحظوظ بين البشر. دعونا نتأمل في هذه الحكمة ونستلهم منها دروسًا لحياتنا اليومية.

نحن أحرار بمقدار ما يكون غيرنا أحرارا

1. الحياة دار ابتلاء:

شاءت حكمة الله أن تكون الحياة دار ابتلاء وامتحان. كل واحد منا لديه بنود امتحانه الخاصة، فالله يختبرنا في ما أعطانا وما زوى عنا. قد تكون ممتحنًا في المال، الصحة، الذكاء، أو حتى في النطق الجيد والشكل الحسن. هذه الميزات والخصائص هي بنود امتحانك مع الله، وقد تنجح أو لا تنجح فيها. من جهة أخرى، قد يُسلب منك الله بعض الحظوظ مثل الصحة أو المال، فتصبح ممتحنًا في صبرك وتحملك. هنا يتجلى الدعاء الرائع “اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله عونا لي فيما تحب”.

2. أهمية التقوى:

التقوى هي المفتاح لكل ضائقة، سواء كانت اجتماعية، اقتصادية، أو صحية. من يتق الله يجعل له مخرجًا من كل ضيق. يشدد الدكتور النابلسي على أن التقوى يجب أن تكون شعارًا في حياتنا. اتق الله في اختيار زوجتك، في تربية أولادك، في كسب مالك، وفي توحيدك لله. هذا الاتقاء يضمن لك الفرج والنجاة من كل كرب.

3. القناعة بقضاء الله:

يحثنا الدكتور النابلسي على القناعة بما قسمه الله لنا. الدنيا مهما كانت مغرية فهي زائلة ولا تساوي جناح بعوضة عند الله. علينا أن نعيش الحياة بوعي أن الآخرة هي دار القرار وأن الدنيا زائلة. إن الغنى والفقر، الصحة والمرض، هي أمور مؤقتة تنتهي بمرور الزمن، بينما البقاء والخلود في الآخرة.

4. التربية الصالحة للأولاد:

تربية الأولاد على التقوى والصلاح هي استثمار طويل الأمد. الطفل الصالح يدعو لوالديه بعد وفاتهم ويكون سببًا في استمرار حسناتهم. الاهتمام بالأبناء منذ صغرهم بالذهاب بهم إلى المسجد، تحفيظهم كتاب الله، والاهتمام بأخلاقهم، يعكس قيمًا إيجابية تعود بالنفع الكبير على الأبوين والمجتمع. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.

5. العلاقة الزوجية المبنية على التقوى:

اختيار شريك الحياة على أساس الدين والتقوى يضمن السعادة الزوجية. يشير الدكتور النابلسي إلى أن اختيار الزوجة ذات الدين يمنح الزوج مخرجًا من الشقاء الزوجي، ويؤكد أن المرأة إما جنة أو نار. لذلك، التقوى في اختيار الزوجة أو الزوج تقي من الشقاء الزوجي وتبني أسرة مستقرة تعيش في رضا الله ونعمه.

الخلاصة

رسالة الدكتور محمد راتب النابلسي تلخص ببساطة أن النجاح والتفوق في الحياة يكون بطاعة الله وتقواه. إن فهم الحياة كدار ابتلاء واختبار يجعلنا نتعامل مع النعم والمصائب بروح راضية وقلب متوكل على الله. الحياة الدنيا قصيرة وزائلة، بينما الآخرة هي دار القرار والبقاء. لذا، علينا أن نعيش حياتنا بما يرضي الله، وأن نربي أولادنا على التقوى، وأن نختار شريك الحياة على أساس الدين والأخلاق. بهذه الطريقة، نضمن لأنفسنا ولأسرنا حياة سعيدة في الدنيا ونعيمًا أبديًا في الآخرة.

Exit mobile version