75 عاماً من الحرب على الصورة
يتناول بودكاست البلاد حلقة مميزة مع الدكتور نواف التميمي، المستشار والإعلامي والأكاديمي، للحديث عن تطورات السردية الإعلامية والدعاية في سياق الصراع الإسرائيلي وتأثيرها على الجمهور. الحلقة تحمل عنوان “75 عاماً من الحرب على الصورة”، وتناقش كيفية استخدام الإعلام والدعاية لتحقيق الأهداف السياسية وتغيير قناعات الجمهور.
الحرية من غير قانون ليست سوى سيل مدمر
مشروع إسرائيل: القلق الأوروبي
يتطرق الدكتور التميمي إلى قلق أوروبا ليس فقط على إسرائيل ككيان أو دولة، ولكن على مشروع إسرائيل ككل. هذا المشروع الذي يمكن أن ينهار في أي لحظة بسبب التحديات الأمنية والاستخباراتية الكبيرة. يتساءل التميمي كيف يمكن لإسرائيل أن تواصل بيع تكنولوجياتها للعالم في ظل الضرر الكبير الذي لحق بها، مما يبرز مدى هشاشة المشروع الإسرائيلي.
الفرق بين الإعلام والدعاية
يشرح الدكتور التميمي الفروق الدقيقة بين الإعلام والدعاية. الإعلام الحقيقي يلتزم بالدقة والنزاهة وتقديم الحقائق للجمهور، بينما تتحول الوسائل الإعلامية إلى دعاية عندما تهدف إلى التأثير على الجمهور وتغيير قناعاته من خلال الترويج المبني على الأكاذيب أو أنصاف الحقائق. يؤكد التميمي أن كل دعاية هي إعلام لأنها تستخدم وسائل الإعلام، ولكن ليس كل إعلام هو دعاية.
استخدام الإعلام والدعاية لتحقيق الأهداف
يشرح الدكتور التميمي كيفية استخدام الإعلام بشكل نزيه داخل الدول الديمقراطية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا لتقديم الحقائق لجمهورها الداخلي. أما عند مخاطبة الأعداء أو الجمهور الخارجي، تتحول هذه الوسائل الإعلامية إلى أدوات دعاية تستخدم أنصاف الحقائق وأحياناً الأكاذيب لتحقيق أهداف وطنية أو سياسية.
التعبئة في الأنظمة الشمولية
في الأنظمة الشمولية، تُستخدم وسائل الإعلام لتعبئة الجمهور بفكر الحزب الحاكم وتوجيهات الدولة، وهو نوع من الدعاية يُطلق عليه التعبئة أو التوجيه المعنوي. هذه الوسائل تهدف إلى تعزيز الروح الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية، بينما يُنظر إليها كدعاية في سياقات أخرى.
التحديات بعد 7 أكتوبر
يتناول الدكتور التميمي التغيرات في السردية الإعلامية الإسرائيلية بعد أحداث 7 أكتوبر، حيث هُدمت العديد من الأسس التي كانت تستند إليها الدعاية الإسرائيلية. يشير التميمي إلى إمكانية إعادة تقديم إسرائيل كدولة ضعيفة في محيط معادٍ لتعزيز الدعم الداخلي والخارجي. هذا التغيير في السردية يأتي بعد أن كانت إسرائيل تُسوق كدولة قوية قادرة على حماية حلفائها، مما يبرز مدى تلاعب الإعلام بالسرديات لتحقيق أهداف محددة.
الختام
تقدم حلقة بودكاست البلاد نظرة عميقة على العلاقة المعقدة بين الإعلام والدعاية، وكيف يمكن استخدام هذه الوسائل لتحقيق أهداف سياسية وتغيير قناعات الجمهور. من خلال تحليل السردية الإسرائيلية وتحدياتها، يسلط الدكتور نواف التميمي الضوء على أهمية الإعلام النزيه ودوره في بناء الوعي الجماهيري.